64
اصل العائلات الفلسطينيه
2. القبائل العربية في شمال فلسطين والغور ونواحي أخرى غير النقب :
القبائل العربية في شمال فلسطين وشرقها ووسطها لم يذكروا لها فروعا وأفخاذا ، وتضاف عادة إلى المكان الذي نزلت فيه ، أو إلى المهنة التي كانت تعمل فيها ، وكل تجمع من هؤلاء يقال له "عرب" فيقولون : عرب السواحرة ، او عرب العلاقمة … الخ ويريدون بقولهم "عرب كذا" أن هؤلاء الناس ليسوا من المدينة أو القرية ، وقد يسكنون في خيام ، أو بيوت ليست دائمة ، وقد ينتقلون من مكان إلى آخر ، ويسكنون في أطراف المدن والقرى ، على ضفاف الأنهار والوديان والمستنقعات ، وفي الوقت نفسه يكون تجمعاً مبنياً على النسب والقرابة غالباً ، هذه الميزات جعلتهم يطلقون عليهم اسم "العرب" ويريدون بذلك "البدو الرحل" وليس معنى ذلك إن هؤلاء هم العرب فقط ، وغيرهم من أهل القرى والمدن من العجم ، بل جميع أهل فلسطين من العرب بلا شك . وقد يطلقون على أهل البادية والقبائل الطارئة على الريف اسم "العريان" أيضاً . وقد أخذت القبائل العربية المتنقلة اسم العرب أو العربان منذ القرن السادس أو السابع الهجريين لتمييزهم عن العرب الذين تبلدوا أو تحضروا واستقروا ، أو نزلوا الحواضر والقرى ، حيث ورد ذكر اسم "العرب" مراداً به أهل البادية في مذكرات أسامة بن منقذ التي سماها "الاعتبار" وتوفي أسامة بن منقذ سنة 584 هـ ، وهو أمير عربي من بني منقذ من كنانة .
وربما جاء هذا التخصيص منذ ضعفت الدولة العربية ، وأهمل أهل البادية فصاروا يغيرون على أطراف القرى والمدن . وكان حكام الأقاليم ، وأمراء المدن وفي كل قطر عربي ، من العجم بل كان رجال الدولة في غالبهم من العجم ، ولعل ابن خلدون عندما وصف "العرب" بأنهم أبعد ما يكونون من الحضارة ، وإنهم ينقضون جدار القصر لعمل الأثافي منه ، يريد البدو ولا يريد العرب بعامة فابن خلدون عاش في هذه القرون ، وعاصر هجرة بني هلال ، أصحاب أب زيد الهلالي إلى بلاد المغرب ، وكان هؤلاء من أهل البوادي.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق