15
العرب - الأصول والفروع
علم الأنساب
تعريفه:
هو علم يتعرف منه أنساب الناس وقواعده الكلية والجزئية والغرض منه : الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص وهو علم عظيم النفع جليل القدر أشار الكتاب العظيم في: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) إلى تفهمه وحث الرسول الكريم في : (تعلموا أنساب كم تصلوا أرحامكم) على تعلمه والعرب قد اعتنى في ضبط نسبه إلى أن أكثر أهل الإسلام واختلط أنسابهم بالأعاجم فتعذر ضبطه بالآباء فانتسب كل مجهول النسب إلى بلده أو حرفته أو نحو ذلك حتى غلب هذا النوع قال صاحب: (كشف الظنون) : وهذا العلم من زياداتي على : (مفتاح السعادة) والعجب من ذلك الفاضل كيف غفل عنه مع أنه علم مشهور طويل الذيل وقد صنفوا فيه كتبا كثيرة.
والذي فتح هذا الباب وضبط علم الأنساب هو: الإمام النسابة هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة أربع ومائتين فإنه صنف فيه خمسة كتب : (المنزلة) و : (الجمهرة) و : (الوجيز) و : (الفريد) و : (الملوك) ثم اقتفى أثره جماعة أوردنا آثارهم هنا منها: (أنساب الأشراف) لأبي الحسن أحمد بن يحيى البلاذري وهو كتاب كبير كثير الفائدة كتب منه عشرين مجلدا ولم يتم و : (أنساب حمير وملوكها) لعبد الملك بن هشام صاحب : (السيرة) و : (أنساب الرشاطي) و : (أنساب الشعراء) لأبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي النحوي . ( 2 / 115 ) و : (أنساب السمعاني التميمي) و : (أنساب قريش) لزبير بن بكار القرشي و : (أنساب المحدثين) للحافظ محب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي و (أنساب القاضي المهذب) . انتهى ملخصا . ولعلنا تكلمنا عن النسب في رسالتنا : (لقطة العجلان فيما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان) فليراجعها المحقق فإنه مفيد جدا. المرجع: كتاب أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم للقنوجي.
قال: صلى الله عليه وسلم ( تعلموا من أنسابكم ما تصلوا به أرحامكمفإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة للمال منسأة في الأثر) وأن صله الرحم معلقه بعرش الرحمن من وصلها وصلة الله ومن قطعها قطعة الله.
قال: صلى الله عليه وسلم (اعرفوا أنسابكم تصلوا به أرحامكم فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة ولا بعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدة)
قال عمر رضى الله عنه: تعلموا أنسابكم تعرفوا بها أصولكم، فتصلوا بها أرحامكم.
وقال عمر رضي الله عنه: تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة، وتعلموا النسب فرب رحم مجهولة قد وصلت بعرفان نسبها.
وقال خالد بن عبد الله القشيري: سألت واصل بن عطاء عن نسبه فقال: نسبي الإسلام الذي من ضيعه فقد ضيع نسبه، ومن حفظه فقد حفظ نسبه، فقال خالد: وجه عبد و كلام حر.
ومن كلام علي كرم الله وجه: أكرم عشيرتك فانهم جناحك الذي به تطير، فانك بهم تصول، وبهم تطول وهم العدة عند الشدة أكرم كريمهم، وعد سقيمهم وأشركهم في أمورك، ويسر عن معسرهم.
هناك عدة أمور يجب بيانها في علم الأنساب حتى لا يلتبس على طالب المعرفة فيها أمر وهي:
1- إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوباً والعمائر قبائل وهكذا
2- القبائل هي بني أب واحد وأن جميع قبائل العرب راجعة إلى أب واحد. والأب الواحد قد يكون أباً لعدة بطون ثم أبو القبيلة قد يكون له عدة أولاد فيحدث عن بعضهم قبيلة أو قبائل فينسب إليه من هو منهم ويبقى بعضهم بلا ولد أو يولد ولده فينسب إلى القبيلة الأخرى.
3- إذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينتسب إلى الجميع بل إن النسبة إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل كما أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى أو حتى تقديم العليا على السفلى.
4- قد ينظم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينتسب إليهم.
5- إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى جاز أن ينتسب إلى قبيلته الأولى وأن ينتسب إلى القبيلة التي دخل فيها وأن ينتسب إلى القبيلتين معاً.
6- القبائل في الغالب تسمى الأب الوالد للقبيلة وقد تسمى باسم أم القبيلة وقد تسمى باسم خاص ونحو ذلك وقد تسمى بغير هذا وربما وقع اللقب على القبيلة بحدوث سبب ما أو ربما وقع على الواحد منهم فسموا باسمه أو باسم أرض نزلوا بها أو ماء أو جبل كانوا بقربه.
7- أسماء القبائل في اصطلاح العرب على خمسة أضرب: أولا أن يطلق على القبيلة لفظة الأب ثانيا أن يطلق على القبيلة لفظة البنوة كبني فلان ثالثا أن يطلق على القبيلة لفظ الجمع مع الألف واللام (( الفلانيين )). رابعا أن يقال آل فلان خامسا أن يعبر عنهم بأولاد فلان.
8- غالب أسماء العرب منقولة مما يدور في أذهانهم وخيالهم مما يخاطونه أو يجاورونه أما من الحيوان كأسد ونمر وكليب أو من النبات كنبت وحنظلة أو من الحشرات كحية وحنس أو من أجزاء الأرض كفهر وصخر ونحو ذلك.
9- الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء ككلب وحنظلة وضرار وحرب وما أشبه ذلك ، وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء كفلاح ونجاح ونحوهما وإنما يسمون أبناءهم لأعدائهم وعبيدهم لأنفسهم.
10- إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان أو متشابهان عبروا عنهم بالأكبر والأصغر أو الأول والثاني.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق