9
العرب - الأصول والفروع
شبه جزيرة العرب:
شبه جزيرة العرب بلاد أكثرها صحاري ودارات، يغلب فيها الجفاف، وتنتابها رياح مختلفة شرها السموم، وألطفها الصبا.
أقسامها الكبرى هي:
اليمن مهد الحضارة العربية: والحجاز ومن مدنه مكة ويثرب: وتهامة: ونجد: بلاد الخيول العربية المشهورة واليمامة: والبحرين: بلد التمر واللؤلؤ.
أحوالهم الاجتماعية:
كان العرب قسمين حضراً وبدواً، أما الحضر فهم سكان الجنوب ولهم حضارة واسعة، من أشهر ممالكهم حمير وتبع وكندة فضلاً عن المناذرة والغساسنة. وأما البدو فهم القسم الأكبر وقد انتشروا في شمالي الجزيرة لا يخضعون لنظام غير نظام القبيلة. مساكنهم الخيام يضربونها حيث يجدون الكلأ والماء، ويحلونها أن ضاقت بهم الحال.
معارفهم:
لم يكن لهم من المعارف إلا الضروري لطرق عيشهم وأساليب حياتهم كالطب والفراسة والعيافة والعرافة. وأما دياناتهم فكثيرة منها اليهودية والنصرانية، ومنها الوثنية وهي أكثرها شيوعاً، يعبدون فيها الأصنام ويجلون فوقها إلهاً وهو خالق العالم.
أخلاقهم:
من أخلاقهم الحرية والاستقلال، والشجاعة والكرم والوفاء.
وذكر ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد في فصل وفود العرب على كسرى عن الخصال التي كانت تفخر بها عرب الجاهلية وقد سردها النعمان بن منذر أمام كسرى حينما مدح هذا كل الأمم في عصره وذم العرب.
فقد قال كسرى: "لم أر للعرب شيئا من خصال الخير في أمر دين ولا دنيا، ولا حزم ولا قوة، مما يدل على مهانتها وصغر همتها محلتهم التي يقيمون بها مع الوحوش النافرة والطير الحائرة، يقـتلون أولادهـم من الفاقة، ويأكل بعـضهم بعـضا من الحاجة، قد خرجوا من مطاعم الدنيا وملابسها ومشاربها ولهوها ولذاتها، فأفضل طعام ظفر به ناعمهم لحوم الإبل التي يعافها كثير من السباع، لثقلها وسوء طعمها وخوف دائها وإن قرى أحدهم ضيفاً عدها مكرمة، وإن أطعم أكلة عدها غنيمة تنطق بذلك أشعارهم وتفتخر بذلك رجالهم".
فرد عليه النعمان: "العرب لم يطمع بهم طامع، ولم ينلهم نائل، حصونهم ظهور خيلهم، ومهادهم الأرض، وسقوفهم السماء، وجنتهم السيوف، وعدتهم الصبر وليس أحد من العـرب إلا يسمى آباءه أبا فأبا، حاطوا بذلك أحسابهم، وحفظوا به أنسابهم، فلا يدخل رجل في غـير قومه ولا ينتسب إلى غـير نسبه، ولا يدعي إلى غير أبيه، وأما سخاؤهم فإن أدناهم رجلا الذي تكون عـنده البكرة والناب، عليها بلاغه في حموله وشيعه وريه، فيطرقه الطارق الذي يكتفي بالفلذة، ويجتـزئ بالشربة فيقعـرها له، ويرضى أن يخرج عن دنياه كلها فيما يكسبه حـسـن الأحدوثة وطيب الذكر، ثم خيلهم أفضل الخيل، ونساؤهم أعـف النساء، ولباسهم أفضل اللباس، ومطاياهم التي لا يبلغ على مثلها سفر ولا يقطع بمثلها بلد قـفر، وأما وفاؤهم فإن أحدهم يلحظ اللحظة، ويومئ الإيماءة فهي ولث وعـقدة لا يحلها إلا خروج نفسه، وإن أحدهم ليبلغه أن رجلا اسـتجار به وعسـى أن يكون نائياً عن داره فيصاب، فلا يرضى حتى يفني تلك القبيلة التي أصابته أو تفنى قبيلته، لما خفر من جواره، وأنه ليلجأ لهم المجرم المحدث من غير معـرفة ولا قرابة فتكون أنفسهم دون نفسه وأموالهم دون ماله، وأما قولك أيها الملك : يؤدون أولادهم فإنما يفعـل من يفعـله منهم بالإناث أنفة من العار، وأما قولك : إن أفضل طعامهم لحوم الإبل على ما وصفت منها فما تركوا ما دونها إلا احتقارا له، فعـمدوا إلــــى أجلها وأفضلها، فكانت مراكبهم وطعامهم مع إنها أكثر البهائم شحوماً، وأطيبها لحوماً، وأرقها ألبانا، وأقلها غائلة، وأحلاها مضغة، وإنه لا شئ من اللحمان به لحمها إلا استبان فضلها عليه، وأما تحاربهم وأكل بعـضهم بعـضاً، وتركهم الانقياد لرجل يسوسهم ويجمعهم، فإنما يفعـل ذلك من يفعـله من الأمم إذا أنست من نفسها ضعـفاً، وتخوفـت نهوض عدوها إليها بالزحف، وأما العـرب فإن ذلك كثيراً فيهم حتى لقد حاولوا أن يكونوا ملوكاً أجمعين".
انظر (خريطة القبائل القحطانية) (خريطة القبائل العدنانية) (توزع القبائل العربية قبل الإسلام) (للتعليق والمشاركة حول الموضوع)
أضيفت في 01/06/2008/ خاص القصة السورية
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق